الثلاثاء، 2 يونيو 2015

آيات في الصيام

آيات في الصيام



ثمة بعض آيات في القرآن الكريم قيل: إن المراد منها الصوم والصيام، نذكرها تالياً:

الآية الأولى: قوله تعالى: {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} (الحاقة:24). قال مجاهد في معنى الآية: هي أيام الصيام؛ إذ تركوا فيها الأكل والشرب. وقال الكلبي: {بما أسلفتم} يعني الصوم؛ وذلك أنهم لما أُمروا بالأكل والشرب، دلَّ ذلك على أنه لمن امتنع في الدنيا عنه بالصوم، طاعة لله تعالى. والمعتمد في تفسير الآية: أن المراد ما عملوا من أعمال صالحة في الحياة الدنيا، ويُدخل الصوم فيها.

الآية الثانية: قوله عز وجل: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} (السجدة:17)، قيل: كان عملهم الصيام؛ لأنه قال سبحانه في آية أخرى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، فيُفْرَغ للصائم جزاؤه إفراغاً، ويجازف جزافاً، فلا يدخل تحت وهم وتقدير، وجدير بأن يكون كذلك؛ لأن الصوم إنما كان له سبحانه، ومشرفاً بالنسبة إليه -وإن كانت العبادات كلها له، كما شرف البيت بالنسبة إلى نفسه، والأرض كلها له- لمعنيين:

أحدهما: أن الصوم كفٌّ وترك، وهو في نفسه سرٌّ، ليس فيه عمل يُشَاهَد، وجميع أعمال الطاعات بمشهد من الخلق ومرأى، والصوم لا يراه إلا الله عز وجل، فإنه عمل في الباطن بالصبر المجرد.

الثاني: أنه قهر لعدو الله عز وجل، فإن وسيلة الشيطان لعنة الله الشهوات؛ وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب.

وقد روى الترمذي حديثاً وحسنه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (الصوم نصف الصبر).

والمعنى المعتمد في الآية هنا، أن المراد قيام الليل؛ لأن الآية سُبقت بقوله سبحانه: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون} (السجدة:16).

الآية الثالثة: قوله سبحانه: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10)، قيل: إن المراد بـ(الصابرين) في قوله: {إنما يوفى الصابرون} الصائمون؛ لما روي في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الصوم لي، وأنا أجزي به)، متفق عليه. فلم يذكر ثواباً مقدراً، كما لم يذكره في الصبر. وقد قيل أيضاً: إن المراد بـ(الصبر) في الآية: الصبر بمعناه العام، أي: الصبر على فعل الطاعات، والصبر على ترك المعاصي، والصبر على مصائب الحياة.

مع السلف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

مع السلف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



ذُكر عن الإمام ابن جنيد أنه رأى على خالد بن يزيد بن معاوية جبة خزّ، فقال له: "أتلبس الخزّ؟! فاعتذر قائلاً: "إنما ألبس لهؤلاء -وأشار إلى الخليفة-"، فغضب ابن جنيد وقال: "ما ينبغي أن يعدل خوفك من الله بأحد من خلقه".

عن أبي عبدالرحمن العمري قال: "إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله، بأن ترى ما يسخطه فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهى خوفاً من المخلوق. من ترك الأمر بالمعروف خوف المخلوقين نزعت منه الهيبة، فلو أمر ولده لاستخف به".

وقال الإمام الأوزاعي: "رأيت كأن ملكين عرجا بي، وأوقفاني بين يدي رب العزّة، فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي تأمر بالمعروف؟ فقلت: بعزتك أنت أعلم. فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني".

وقال إسماعيل بن عيّاش: "ولي السفاح، فظهر جوره بإفريقية، فوفد ابن أنعم على أبي جعفر مشتكياً، ثم قال: جئت لأعلمك بالجور ببلدنا، فإذا هو يخرج من دارك!! فغضب، وهمّ به، ثم قال له: كيف لي بأعوان على الخير؟ فقال ابن أنعم: أفليس عمر بن عبد العزيز كان يقول: الوالي بمنزلة السوق، يجلب إليه ما يُنفق فيه؟ فأطرق طويلاً، فأومأ إلي  الحاجب بالخروج".

قال الموفق: "كان الحافظ المقدسي لا يصبر عن إنكار المنكر إذا رآه، وكنا مرة أنكرنا على قوم وأرقنا خمرهم وتضاربنا، فسمع خالي أبو عمر فضاق صدره وخاصمنا، فلما جئنا إلى الحافظ طيّب قلوبنا، وصوّب فعلنا، وتلا: {وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك} (لقمان:17)، وسمعت أبا بكر بن أحمد يقول: "كان بعض أولاد صلاح الدين قد عملت لهم طنابير، وكانوا في بستان يشربون، فلقي الحافظ الطنابير فكسرها، فلما كان هو وعبد الهادي عند حمام كافور، إذا قوم كثير معهم عصي، فخفف المشي وجعل يقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فلما صار على الجسر لحقوا بصاحبه، فقال لهم: أنا ما كسرت لكم شيئاً، ذاك هو الذي كسر. فإذا فارس يركض نحو الحافظ، فترجل وقبّل يده وقال: الصبيان ما عرفوك".

وعن عبد الرزاق قال: "سمعت سفيان الثوري يقول: "أُدخلت على المهدي بمنى، فسلمت عليه بالإمرة، فنظر إليّ وتبسّم، وقال: لقد طلبناك فأعجزتنا، وقد جاء الله بك، فارفع إلينا حاجتك، قلت: قد ملأت الأرض ظلما وجورا فاتق الله، وليكن منك في ذلك عبر. فنكس رأسه ثم قال: أرأيت إن لم أستطع؟ قلت: تهرب بدينك. فطأطأ رأسه ثم قال: ارفع إلينا حاجتك، فقلت: أبناء المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان بالباب، فاتق الله وأوصل إليهم حقوقهم. فطأطأ رأسه ثم أخلى سبيلي".

وعن يعقوب بن شيبة قال: قال لنا الأوزاعي: لما فرغ عم السفاح من قتل بني أمية، بعث إليّ، فقال لي: أخبرني عن الخلافة، وصية لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: لو كانت وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك علي رضي الله عنه أحدا يتقدمه، قال: فما تقول في أموال بني أمية؟ قلت: إن كانت لهم حلالاً، فهي عليك حرام، وإن كانت عليهم حراماً، فهي عليك أحرم. فأمرني فأخرجت".

كن اول المشاركين

حكمة

التسميات

التسميات

http:/ramadan.blogspot.com/

مدونة رمضان

تحميل

اضافات بلوجر

قوالب بلوجر

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تعديل

ترجمة

الشائعة المشاركات